Page 11 - معجم البلدان والقبائل | المجلد الخامس

‫ِش َبام حضرموت ‪Shibam‬‬ ‫ِش َبام حضرموت ‪Shibam‬‬

‫ش‬ ‫الوادي على بعد نحو ميلين إلى الشرق‪ .‬والقبيلتان‬ ‫فهي أكثر هذه القلاع مهابة وزخرفة فالبوابة عبارة‬
‫عن قطعة فنية في فن النحت ذي النماذج المعقدة‪.‬‬
‫دائمتا الاقتتال‪ ،‬أما السلطان فقد نصبت مدافعه‬ ‫وعند دخولك من هذه البوابة‪ ،‬تستدير بشدة إلى‬
‫اليمن لتصعد درج ًا سهل ًا وفرت له الحماية من‬
‫على أسوار المدينة وقد وجهت فوهاتها صوب‬ ‫الخارج‪ ،‬ولكنه معرض للنيران الأرضية من أفراد‬
‫القلعة‪ .‬أما الأعمدة في الغرب فمرتفعة الأسقف‬
‫عدوه التقليدي‪ ،‬وهي مدافع قديمة تنتمي إلى‬ ‫وقد نحتت على نحو جميل‪ ،‬كما أن جميع النوافذ‬
‫قد زينت بالنقوش الشبكية الجميلة‪ ،‬والمزاليج‬
‫شركة الهند الشرقية أحدثها عليه تاريخ ‪1832‬م‪.‬‬ ‫والأبواب وأطر النوافذ تظهر بها جميع ًا أشكال‬
‫النحت‪ .‬والأبواب الضخمة منحوتة ولكن من‬
‫ويستخدم جنود السـلطان المحـارات الفـارغة‬ ‫الخارج فحسب‪ ،‬أما داخلها فخشن رديء التجزيع‬
‫ومطلية باللون الأبيض‪ .‬وفي أسفل الجدران‬
‫الضخمـة كأبـواق في وقت المعـركة‪ ،‬ويرابط‬ ‫زخارف بنماذج مختلفة‪ ،‬أما الدرج شأنه في ذلك‬
‫شأن الدرج في القلاع الأخرى فلها أبواب كثيرة‬
‫بضعة رجال مسلحين لحماية شبام حيث يقومون‬ ‫للدفاع تأتي عادة في وسط درجات السلم‪ ،‬وتوجد‬

‫بدوريات حراسة لحصونها كل ليلة‪ ،‬وكثير من‬ ‫مزاغل للأسلحة أو المراقبة من كل اتجاه‪.‬‬

‫المنازل الخربة في السهل‪ ،‬وبقايا من آثار حرب‬ ‫وتطل القلعة على بركة ضخمة تعد مكان ًا‬
‫للصرف بالنسبة للمنازل المحيطة بها‪ ،‬وينقل‬
‫عام ‪1860‬م حين زحفت آل كثير حتى القطن‬ ‫السكان هذا الماء القذر لصناعة الطوب مما يدل‬
‫ملحقة بها كثير ًا من الدمار(‪.)1‬‬ ‫على ندرة الماء في تلك البقاع حيث إن المطر‬
‫نادر الحدوث في حضرموت‪ .‬ومن سطح القلعة‬
‫(‪ )1‬يقال لها شبام حضرموت تمييز ًا لها عن شبام أخر‪.‬‬ ‫يمكن مشاهدة وادي حضرموت الواسع حيث‬
‫ذكر المقحفي أن شبام مدينة مشهورة في قلب وادي‬ ‫تنتشر المدن والقرى وأشجار النخيل والزراعـة‬
‫حضرموت‪ ،‬ما بين سيئون شرق ًا والقطن غرب ًا‪ .‬وهي في‬ ‫لمسافة ثلاثين ميل ًا بالكامل بما في ذلك مدينتي‬
‫فضاء واسع مترامي الأطراف تحفها أشجار النخيل التي‬ ‫سيئون وتريم اللتين يحكمها أخوان من قبيلة آل‬
‫تعطي واحتها جمال ًا وخضرة‪ .‬إلا أن الفضاء يقل في‬ ‫كثير‪ .‬وبالقرب من شبام توجد عدة أودية متوازية‬
‫الجهة الجنوبية لقرب الجبل‪ .‬وتنسب شبام حضرموت‬ ‫من الشمال والجنوب تهبط إلى داخل حضرموت‬
‫إلى بانيها الحميري شبام بن الحارث بن حضرموت‪.‬‬ ‫لتضفي على ذلك الموقع أهمية خاصة‪ ،‬فهي‬
‫وهذه النسبة إلى شبام قد تكون نسبة بناء وإنشاء أو‬ ‫المدينة الأمامية لقبيلة يافع؛ إذ يحتل آل كثير‬
‫تكون نسبة سكنى واستيطان‪ .‬وتتميز شبام حضرموت‬
‫بعمارتها من حيث البيـوت الشاهقة التي يرجع تاريخ‬
‫عمارتها إلى عهد موغل في القدم‪ .‬وهي على مستوى‬
‫متطور وصل إليه أنباء المدينة في مجالات البناء‪ ،‬ومنها‬
‫تفوح رائحة التاريخ والعراقة والأصالة‪ .‬وقد أطلق عليها‬
‫زائروها من السياح الغربيين مانهاتن اليمنية‪ ،‬كما أطلق‬
‫عليها الزائرون العرب ناطحات السحاب اليمنية‪ .‬ومن‬
‫معالم شبام الأثرية الحصن الشرقي الشمالي‪ ،‬وقنوات‬
‫تصريف المياه‪ ،‬وكذا مساجدها الموغلة في قدم‬
‫عمارتها‪ .‬ومن سكان المدينة‪ :‬آل باكثير‪ ،‬وآل باجمال‪،‬‬
‫وآل عباد‪ ،‬وآل الفقيه‪ ،‬وآل باصهي‪ ،‬وآل باذيب‪ ،‬وآل‬
‫باشراحيل‪ ،‬وآل عقبة‪ ،‬وآل سميط‪ ،‬وآل باسويدان‪ ،‬وآل‬
‫خراز‪ ،‬وآل باهرمز (إبراهيم المقحفي‪2002 ،‬م‪ ،‬معجم‬

‫البلدان والقبائل اليمنية‪ ،‬دار الكلمة بصنعاء)‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫معجــم‬
‫البلـدان‬
‫والقبائل في شبه الجزيرة العربية والعراق وجنوبي الأردن وسيناء‬