Page 10 - معجم البلدان والقبائل | المجلد التاسع

‫ُك ْم َزار ‪Kumzar‬‬ ‫َك َمران (جزيرة) ‪Kamran‬‬

‫وفي الجـانب الآخر من َك َمران توجـد قرية‬ ‫ومتاعهم‪ ،‬ثم يتجمع بعده الحجيج في عرائش‬ ‫ك‬
‫صغيرة للأهالي في بستان من النخيل‪ ،‬وفيما عدا‬ ‫المعسكر وبصحبتهم كل ما يخصهم من متاع‪.‬‬
‫ويقضي هؤلاء الناس المتقون أوقاتهم يطهون‬
‫ذلك فالجزيرة خالية من النباتات‪.‬‬ ‫طعامهم ويتجاذبون أطراف الحديث‪ ،‬ويقيمون‬
‫الصلاة‪ ،‬وتكلف السلطات إمام ًا للقيام بواجب‬
‫ُك ْم َزار ‪Kumzar‬‬ ‫الوعظ والإرشاد‪ .‬وفي الساعة السادسة مساء من‬
‫كل يوم يتجمع الحجاج في شكل دفعات ليقيموا‬
‫‪ .56 - 24 - 00 ،26 - 19 - 00‬مدينة صغيرة‬ ‫الصلاة في خشوع شديد‪ .‬فإذا ج ّن الليل أخذ مئات‬
‫على ساحل سلطنة عمان‪ ،‬وهي عاصمـة فرع بني‬ ‫منهم يكبرون ويهللون في نشوة‪ ،‬وقد يصاحب‬
‫شتير من قبيلة ال ِّش ُحوح‪ ،‬وهي تقع عند قاعدة خليج‬ ‫ذلك التصفيق(‪ )1‬حتى ساعة متأخرة من الليل‪ ،‬دون‬
‫في الواجهة الشمالية من منطقة رؤوس الجبـال‪،‬‬ ‫أن يعكر ذلك من صفو خاطر طبيب المعسكر أو‬
‫على مدخل واد مظلم يخترق التلال يسمى وادي‬
‫مرواني‪ ،‬ولا يربطها أي طريق بري مع أي مكان‬ ‫الذين يقيمون على مقربة من هؤلاء الحجيج‪.‬‬
‫آخر‪ .‬وتتألف المدينة من ‪ 600‬منزل من الحجر‬
‫يملكها بنو شتير‪ .‬وبها مسجدان كبيران مطليان‬ ‫وعلى الجانب الشرقي من جزيرة َك َمران التي‬
‫باللون الأبيض‪ ،‬ويعمل سكانها بصيد الأسماك‬ ‫تنتمي لتركيا توجد محطة َك َمران للحجر الصحي‬
‫وليس لديهم زراعة من أي نوع‪ ،‬ولديهم ‪ 40‬أو ‪50‬‬ ‫للحجاج في طريقهم إلى مكة‪ .‬ويعزل الحجاج‬
‫من قوارب الصيد‪ ،‬وخمس سفن للسفر بالبحر‪.‬‬ ‫في معسكرات مسورة‪ ،‬حيث يمكثون بضعة‬
‫وتبحر هذه السفن إلى جزيرة قشم ودبي ومسقط‬ ‫أيام يتفاوت عددها بحسب الظروف‪ ،‬وهنـاك‬
‫محملة بشحنات من السمك المملح وزعانف‬ ‫مستشفى جيد الإعداد‪ ،‬وعدد من المنازل لسكن‬
‫القرش‪ .‬وهي تصدر كميات قليلة من الأسماك‬ ‫الطاقم الطبي‪ ،‬وتع ّد الإدارة في أيدي هيئة دولية‬
‫للحجر الصحي‪ ،‬كما يتسم الأطباء وسواهم من‬
‫المملحة والمجففة إلى الكويت والبصرة‪.‬‬ ‫المسؤولين بالروح العالية‪ ،‬بعيد ًا عن القوميات‪،‬‬
‫وللمحطة سكة ترام قصيرة‪ ،‬ومصنع للثلج‬
‫وليس لدى أهالي كمزار قوارب لصيد اللؤلؤ‪،‬‬ ‫والتقطير‪ ،‬كما يربطها بالسليف في الب ّر الرئيس‬
‫ولك ّن قليل ًا منهم يذهب إلى مغاصات اللؤلؤ على‬ ‫مركز للتلغراف من رأس المعرم‪ ،‬ومنها يربط‬
‫قوارب تابعة للشارقة ودبي‪ .‬ويهاجر معظم أهالي‬
‫المدينة باستثناء عدد قليل جد ًا منهم إلى خصب‬ ‫بالحديدة والمنظومة العامة‪.‬‬
‫ود َبا أثناء موسم جني التمور‪ ،‬كما تذهب النساء‬
‫إلى جمع التمور هناك أو في أماكن أخرى‪ ،‬أما‬ ‫(‪ ) 1‬التصفيق ليس من دين الإسلام وإن تلبس به بعض من‬
‫الرجال فيذهبون أيض ًا إلى جمع التمـور أو صـيد‬ ‫تشبه من المسلمين بالمشركين الأولين الذين وصف‬
‫اللؤلؤ‪ ،‬ويبقى في المـدينة ثلاثة أفـراد أو أربعـة‬ ‫الله عبادتهم عند البيت بقوله‪( :‬وما كان صلاتهم عند‬
‫البيت إلا مكاء وتصدية)‪ .‬فالمكاء ‪:‬الصفير‪ ،‬والتصدية‪:‬‬
‫للعناية بالماشية التي تخص الرجال المسافرين‪.‬‬ ‫التصفيق (انظر‪ :‬تلبيس إبليس لابن الجوزي‪ ،‬ص ‪.)230‬‬

‫‪10‬‬